التغير المناخي في اليمن: المخاطر وفرص الاستثمار
التغير المناخي خطر هائل يهدد اليمن وجميع دول العالم، بل أنه أصبح اليوم أحد المشاكل الكبرى لا للباحثين وحسب، بل للمجتمعات والمشروعات والحكومات أيضاً. رغم تركيز الإعلام على الوضع الأمني الذي تعاني منه البلاد، فإن التغير المناخي في اليمن يعتبر المشكلة الأكثر تهديدًا للدولة باعتبارها مكان صالح للعيش. تقول الحاجة زُهرة من غرب صنعاء: محاصيلنا تجف، بينما ننتظر المطر بفارغ الصبر
الكوارث المناخية التي لم تكن تحدث إلا مرة واحدة كل قرن أصبحت اليوم متكررة الحدوث في اليمن. وبينما تعاني الزراعة والموارد الطبيعية والمناطق الساحلية من الآثار قصيرة المدى، تلوح في الأفق العواقب طويلة الأمد. رغم ذلك كله، فإن التغير المناخي في اليمن يمكن أن يتحول إلى فرصة استثمارية مُغرية للمهتمين بمجال الاستثمار المؤثر في البلاد
الاستثمار المؤثر في اليمن يمكن أن يشمل الاستثمار في الري في قطاع الزراعة ، وفي الطاقة المتجددة، وفي احتجاز الكربون واستخدامه، وغيرها من المجالات الأخرى. و يمكن لأورقانك يمن الاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية لتأسيس استثمارات ذكية مناخية التي من شأنها في الوقت نفسه تعزيز النمو الاقتصادي. تمتلك المؤسسة بمزارع شاسعة، وخطط لتطوير محاصيل تصدير مناسبة للمناخ المحلي، وأنظمة لمراقبة البيئة والتنبؤ بالفيضانات، وشراكات بحثية مع عدة جهات محلية. كل هذا بالإضافة إلى خبراتنا الواسعة التي تجعل منا شريكاً مثالياً للمستثمرين في اليمن
آثار التغير المناخي في اليمن
تنبأ تقرير للبنك الدولي عام ٢٠١٠ بأثر التغير المناخي في اليمن على الاقتصاد. وأوضح تقرير آخر أن اليمن سوف يصبح أكثر حرارة وجفافًا، بل إنه سيشهد احتباساً حرارياً بمعدلات أسرع من غيره في مختلف أنحاء العالم،. كذلك توقع التقرير أن اليمن سيعاني ازدياداً في تقلب أنماط هطول الأمطار، كما سيشهد سيولاً متكررة تؤدي إلى زيادة خطر الفيضانات. وكل هذه التوقعات قد تحققت بالفعل
١. في ٢٠١٥، ضرب إعصاران معروفان (تشابالا وميغ) اليمن في أسبوع واحد، كما ضرب اليمن إعصاران آخران عام ٢٠١٨.
٢. في ٢٠٢٠ ومطلع ٢٠٢١، شهد اليمن العديد من الفيضانات المدمرة والسيول في جميع أنحاء البلاد.
أكثر القطاعات تأثراً بالتغير المناخي في اليمن
في العقود القليلة الماضية، أثَّر التغير المناخي في اليمن على ثلاثة قطاعات أساسية: الزراعة، والموارد الطبيعية، والمناطق الساحلية. من بين هذه التأثيرات ما يلي
١. عدم القدرة على التنبؤ بأنماط هطول الأمطار، مما تسبب في نقص الإنتاج الزراعي، فقد تراجعت الزراعات المعتمدة على الأمطار بنسبة ٣٠٪ تقريبًا
٢. يُتوقع أن يستمر التصحُّر الزراعي بل ويزداد سوءاً، حيث يصيب حاليًا نحو ٣-٥٪ من الأراضي الزراعية سنويًا. علاوة على ذلك، فإن غرق المناطق الساحلية ونزوح السكان يؤدي إلى الهجرة ويهدد بالمزيد من النزاعات في البلاد
٣. تقلُّب درجات الحرارة، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة تضرر المحاصيل بالآفات والحشرات وإصابتها بالأمراض
٤. زيادة موجات الطقس شديد الحرارة أو شديد البرودة، مما يزيد من احتياج اليمن إلى الكهرباء المعتمدة على خيارات الطاقة المتجددة
٥. التسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها للمواقع اليمنية المُصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مثل جزيرة سقطرى ومحمية حوف. ففي ٢٠١٥ مثلًا، ضرب إعصاران نادران أرخبيل سقطرى، وهو ما نتج عنه اجتثاث آلاف الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات
٦. تزايد خطر الفيضانات التي تهدد حياة الناس وممتلكاتهم، و تدمير الأساسات لمئات المباني التاريخية في مدينة صنعاء وغيرها.
كيف يمكن تحويل التغير المناخي في اليمن إلى فرصة استثمارية لأورقانك يمن وشركائها؟
رغم ما يجلبه التغير المناخي في اليمن من أخطار، فإن بإمكانه أيضًا جلب الكثير من الفرص الاستثمارية المُغرية لأورقانك يمن ومستثمريها وشركائها. اليوم يهتم المستثمرون بإحداث تغيير إيجابي ويضغطون على الشركات الكبرى للتخطيط لمواجهة التغير المناخي. كذلك يتزايد الاهتمام بالتحليل الاستثماري واستخدام معلومات الطقس لاتخاذ القرارات الاستثمارية. وثمة توجه عام لدى المستثمرين نحو الاستثمار في مجال التغير المناخي
يرجع هذا إلى العوائد التي يمكن للاستثمار في التغير المناخي تحقيقها مقارنةً بتكاليفه المبدئية المنخفضة. على سبيل المثال، وبحسب بيانات البنك الدولي عام ٢٠١٩، فإن الاستثمار الأخضر بمبلغ دولار أمريكي واحد يمكنه تحقيق أرباح تصل إلى ٤ دولارات أمريكية. أما الاستثمار الأكبر فسوف يحقق عوائد اقتصادية مباشرة قد تصل قيمتها إلى ٢٦ تريليون دولار أمريكي بحلول عام ٢٠٣٠، وفقاً لتقرير الاقتصاد المناخي لعام ٢٠١٨. ومن ذلك نستنتج أن الاستثمار المعني بالمناخ في الدول النامية، بما فيها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استثمار واعد للغاية ويتوقع له تحقيق أرباح طائلة
إن الاستثمار بمبلغ ١,٨ تريليون دولار أمريكي بين عامي ٢٠٢٠ و٢٠٣٠ قد يحقق أرباحاً صافية تصل قيمتها إلى ٧,١ تريليون دولار أمريكي، وذلك في مجالات خمسة محددة. هذه المجالات هي
١. أنظمة الإنذار المبكر
٢. إنتاج محاصيل زراعية مناسبة للطقس ومقاوِمة للجفاف
٣. تأسيس بنية تحتية مقاوِمة لتغيرات المناخ
٤. موارد مائية مناسبة لمواجهة التغير المناخي
٥. الحماية العالمية لأشجار المنغروف
الاستثمارات المعنية بالمناخ في اليمن
ثمة العديد من الفرص المغرية للاستثمار المعني بالمناخ في اليمن، سواء في مجال الاستثمار الزراعي أو في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة. يشمل ذلك الاستثمارات التي من شأنها زيادة الإنتاجية الزراعية وتقليل انبعاث الغازات الدفيئة وتحسين الظروف المقاومة للمناخ وتعزيز الأمن الغذائي
بإمكان أورقانك يمن الاستفادة من اهتمام المستثمرين بالحلول المعنية بالمناخ في هذه المجالات، مستغلةً في ذلك ما لها من خبرة واسعة وبنية تحتية قوية وشراكات بحثية مع عدة جهات محلية. وإننا نرشح بالتحديد الاستثمار الزراعي والاستثمار في الطاقة المتجددة لمواجهة التغير المناخي في اليمن، عن طريق
١. التكيُّف مع البيئات القاحلة ومساعدة المزارعين في جني المال عن طريق زراعة محاصيل مُختارة خصيصاً لمقاومة الظروف المناخية القاسية، مع الأخذ في الاعتبار التوجهات المستقبلية للأسواق العالمية
٢. احتجاز الكربون من الهواء وبيعه للشركات
٣. استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتلبية حاجة اليمن إلى الكهرباء دون التسبب في زيادة التلوث، وبخاصة وهناك توجه ملحوظ في اليمن اليوم نحو استخدام الطاقة الشمسية
أورقانك يمن: شريككم الأمثل للاستثمارات الذكية مناخياً في اليمن
إن اهتمام المستثمرين المتزايد بالمشاريع التأثيرية المعنية بمواجهة التغير المناخي يجلب فرصًا استثمارية مذهلة لأورقانك يمن وشركائها. لحسن الحظ، فإن المؤسسة مؤهلة وعلى أتم استعداد للمساعدة في مقاومة تأثيرات التغير المناخي في اليمن. على سبيل المثال:
١. تتطلع أورقانك يمن لاستخدام البيانات التفصيلية والدراسات والأبحاث والتحليلات لعمل الخطط الاستثمارية الزراعية وتطوير الإنتاج الزراعي وتوليد الطاقة المتجددة والعديد من التطبيقات الأخرى التي تعتمد على البيانات
٢. توفر أورقانك يمن خدمات وأنظمة الإنذار المبكر بالفيضانات والتي تساعد شركاءنا في تهيئة محطات مراقبة بيئية للتنبؤ بالفيضانات والحد من آثارها التدميرية
٣. دخلت أورقانك يمن في عدة شراكات مع مختلف جهات البحث العلمي في المجال الزراعي، من بينها الجامعات ومحطات البحث الزراعي المنتشرة في كافة أنحاء البلاد، مما يمكِّن أورقانك يمن من اختبار المشاريع قيد الدراسة في عدة مناطق مختلفة، وبالتالي يمنحها القدرة على التوسع في تلك المشاريع بسرعة
أورقانك يمن مستعدة لتنفيذ سلسلة من الاستثمارات الزراعية واستثمارات الطاقة المتجددة في اليمن. نرحب بجميع المستثمرين والشركاء وندعوهم للتواصل معنا