أورقانك يمن ضيف شرف في ندوة التحذير من الفيضانات بمحافظة حضرموت

 

في بداية يونيو 2021، قام فريق من أورقانك يمن بقيادة مدير الهندسة الزراعية الدكتور أحمد عيد بزيارة محافظة حضرموت (الوادي) للمشاركة في ندوة حول أنظمة الإنذار المبكر للحد من الفيضانات ، حيث في منتصف إبريل 2021، تعرضت مدينتي تريم وسيئون ومدن رئيسية وتاريخية أخرى في حضرموت لأمطار غزيرة وفيضانات، تسببت هذه الأحداث في خسائر في الأرواح وأضرار لا يمكن إصلاحها في العديد من المناطق، وقد تشرفت أورقانك يمن بدعوتها من قبل السلطة المحلية بوادي حضرموت لإطلاع المسؤولين المحليين على خيارات إنشاء نظام الإنذار المبكر للحد من أضرار السيول والفيضانات وذلك بهدف التخفيف من مثل هذه الكوارث في المستقبل

تغير المناخ في اليمن يزيد من أضرار الفيضانات

في أبريل 2021، تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات واسعة النطاق وشديدة في العديد من مناطق حضرموت ومناطق أخرى من اليمن، في تريم تضرر 167 منزل بشكل جزئي أو تدمر بالكامل، ونزح الآلاف، و من مارس إلى أغسطس 2020، بالكاد نجت أي مدينة رئيسية في اليمن من الفيضانات القاتلة مثل مأرب، تعز، أبين، صنعاء ... قائمة الأماكن والأرواح البشرية المتأثرة تطول وتطول

يعتبر تغير المناخ في اليمن أحد العوامل التي تؤثر على الفيضانات مع زيادة وتيرة وكثافة حالات الطقس القاسي. كما يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض أنشطة الزراعة، مما يؤدي بدوره إلى التصحر وفشل زراعة المحاصيل، إذْ لا يؤثر هذا الضرر الذي يلحق بالزراعة على الأمن الغذائي وسبل المعيشة فحسب ، بل يزيل أيضاً الحواجز الطبيعية الحرجة التي من شأنها أن تبطئ وتمتص مياه الفيضانات، ومما يساهم في زيادة الضرر الناجم عن الفيضانات هو انعدام وجود منظومة إنذار مبكر لإرسال التنبيهات والتحذيرات للساكنين والجمهور بشكل عام. في وادي حضرموت، غالباً ما تنشأ الفيضانات المفاجئة في الوديان والجبال وعندما تصل مياه الفيضان إلى أماكن السكان، غالباً ما يكون ذلك مفاجئاً ودون سابق إنذار لذلك فإن من شأن الإنذار المبكر الفعال أن يمكّن الناس من الوصول إلى بر الأمان ويتيح للمسؤولين إعداد تدابير الحماية والإخلاء

أورقانك يمن ضيف شرف بندوة الفيضانات

لمعالجة هذه القضايا المهمة ، عقدت ندوة في مدينة سيئون منتصف شهر يونيو برعاية وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، بتنسيق من مدير عام مكتب الزراعة والري بالوادي المهندس شكري باموسى ، وترأس نقاشات ومجريات الندوة الوكيلين المساعدين الأستاذ هشام السعيدي والأستاذ عبد الهادي التميمي، كما حضر الفعالية ثلاثون مشاركاً آخرون منهم مدراء عموم وممثلي جهات مختلفة مثل الزراعة والبيئة والبحوث الزراعية ومطار سيئون وإدارة الموارد المائية والتخطيط والتنظيم

افتتح الاجتماع الأستاذ التميمي الذي أشار إلى الفيضانات المدمرة التي حدثت خلال السنوات الماضية وعزم المحافظة على تجنب تكرار هذا الوضع في المستقبل ثم ناقش المشاركون العديد من الأسباب الجذرية المسببة للأضرار، مثل البناء غير المصرح به في المناطق المعرضة للفيضانات والتصحر وعدم وجود نظام إنذار مبكر للحد من للفيضانات

مدير الهندسة الزراعية د. أحمد عيد، يستعرض مقترح مشروع أنظمة الإنذار المبكر للحد من الفيضانات

مدير الهندسة الزراعية د. أحمد عيد، يستعرض مقترح مشروع أنظمة الإنذار المبكر للحد من الفيضانات

بعد ذلك تمت دعوة الدكتور عيد لتقديم عرضه عن منظومة الإنذار المبكر للحد من أضرار السيول والفيضانات، والتي تضمنت:

ملخص لتغير المناخ والعوامل الأخرى التي أدت إلى زيادة الفيضانات في اليمن

نظرة عامة عن تصميم نظام الإنذار المبكر للفيضانات، والذي يتضمن:

  • محطات الأرصاد الجوية البعيدة التي تجمع بيانات الأمطار والمناخ في الوقت الحقيقي في الجبال والهضاب وفي أعالي الوديان حيث تنشأ الفيضانات

  • حساسات (مستشعرات) منسوب المياه في أحواض التجميع حيث يلتقي واديان أو أكثر

  • مركز مراقبة يستخدم البرمجيات لتحليل وإرسال الإنذارات عند وصول المياه إلى مستويات غير آمنة

  • خيارات الاتصال لتنبيه الساكنين والمواطنين والجمهور بشكل عام عبر عدد من الوسائل، مثل الراديو أو الرسائل القصيرة أو فيسبوك أو موقع ويب رسمي يتبع المحافظة

  • ما هي المعدات والاتصالات المحددة اللازمة لكي تعمل المنظومة

الخطوات التالية في إنشاء نظام إنذار مبكر للفيضانات بوادي حضرموت

الأستاذ السعيدي الوكيل المساعد رحب بالمناقشات البناءة والمتعمقة التي تخللت الندوة، وشجع المشاركين على التوصل إلى مجموعة من المقترحات لمعالجة مشكلة الفيضانات الشديدة التي تأثر على وادي حضرموت، في نفس الوقت، حث الأستاذ السعيدي مع مشاركين آخرين على ضرورة تنفيذ منظومة إنذار مبكر للحد من أضرار الفيضانات حتى لو كانت نموذجاً تجريبيًا على نطاق محدد وفي أقرب وقت ممكن. إن القيام بذلك سيمكن السلطات من البدء في تحذير المواطنين من خطر الفيضانات المحدق، وإنقاذ الأرواح والممتلكات، أيضاً من الفوائد أن منظومة الإنذار المحدودة التي تحتوي على عدد قليل من محطات الإنذار ستبدأ في بناء سجلات بيانات لأحداث الفيضانات، مما سيساعد في جعل تحليل البيانات وإرسال التنبيهات المستقبلية أكثر دقة

An Example Flood Early Warning System for Wadi Hadhramawt

An Example Flood Early Warning System for Wadi Hadhramawt

يمكن أن تتكون شبكة الإنذار المبكر للحد من كوارث الفيضانات الأولية من عدة محطات أرصاد جوية تقيس هطول الأمطار ومستوى المياه، وترسل تلك المعلومات في الوقت الفعلي إلى محطة المراقبة للتحليل وإرسال التنبيهات، يمكن أن تقع كل محطة في منبع وادي معين، أو جبل حيث تنشأ الفيضانات المفاجئة

ويتم إرسال البيانات من هذه المحطات الفرعية إلى محطة إنذار مركزية تقوم بتحليل هذه البيانات ويتم إرسال الإنذارات إلى غرفة الإنذار المبكر في حالة توقُّع حدوث فيضان قادم. وعليه يقوم المراقبين بغرفة التحكم بتأكيد إستلام هذه الإنذارات و من ثم إرسال تحذيرات للجمهور بواسطة الرسائل القصيرة ومواقع التواصل الإجتماعي أو حتى عبر صافرات إنذار خاصة تنصب في تلك الأماكن لإنقاذ الأرواح والممتلكات من الأضرار