الاستثمار في طاقة الرياح في اليمن: هل هو الرهان الرابح؟
كان يوليو ٢٠٢١ الشهر الأكثر دفئًا، ليس في هذا العام وحده، ولا في هذا القرن بأكمله فقط. لقد كان الشهر الأكثر دفئًا على الإطلاق. هذا العام في اليمن، دمرت الفيضانات والجفاف البنية التحتية والمنازل وتسببت في نزوح الآلاف وحصدت الكثير من الأرواح. وفي ظل تصاعد تأثيرات التغير المناخي بقدر لم يسبق له مثيل، تتجه أنظار العالم إلى الطاقة النظيفة لمحاولة إبطاء آثار الاحتباس الحراري. وتأتي طاقة الرياح على رأس قائمة مصادر الطاقة المتجددة.
يعيش معظم سكان اليمن دون كهرباء، وهو ما يتسبب في إعاقة الحياة اليومية للناس، بل وإعاقة التنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية. ولكن بما أن اليمن يتمتع بوفرة في الموارد اللازمة لتشغيل التوربينات، فربما يكمن الحل أيضًا في الاستثمار في طاقة الرياح.
في هذا المقال نشرح كيف يمكن أن يتحول اليمن إلى رائد استثمارات طاقة الرياح في المنطقة، كما نستعرض خدمات شركة أورقانك يمن لمشاريع طاقة الرياح، لكن دعونا نبدأ أولًا بالإجابة عن بعض الأسئلة المهمة.
ما هي طاقة الرياح؟
الرياح ما هي إلا نوع من الطاقة الشمسية، إذ تنتج عن تسخين الشمس للأرض بدرجات متفاوتة تبعًا لدوران الأرض وتباين تضاريسها. طاقة الرياح هي العملية التي تُستخدم فيها الرياح لتوليد الطاقة الميكانيكية أو الكهرباء.
كيف تعمل توربينات الرياح؟
دوارات الرياح أو توربينات الرياح تحوِّل الطاقة الحركية الموجودة في تيارات الهواء إلى طاقة ميكانيكية يمكن استخدامها في عمليات أخرى، مثل ضخ المياه، أو تحويلها إلى كهرباء عن طريق مولد.
ببساطة، يمكننا أن نعتبر التوربينات أو العنفات تعمل عكس عمل المروحة، فبدلًا من استخدام الكهرباء لتوليد الرياح، تستخدم العنفات الرياح لتوليد الكهرباء.
إننا نتحدث عن واحد من أنظف مصادر الطاقة وأكثرها استدامة، ولذلك أصبحت..
طاقة الرياح: الصيحة العالمية الجديدة
صحيح أن ٢٠٢٠ كان عامًا سيئًا من ناحية مؤشرات التغير المناخي، لكنه كان أفضل عام في التاريخ بالنسبة لقطاع طاقة الرياح، وذلك وفقًا للمجلس العالمي لطاقة الرياح. رغم أزمة كوفيد ١٩، شهد عام ٢٠٢٠ تركيبات طاقة ريحية جديدة بسعة ٩٣ جيجا وات، أي بزيادة سنوية بنسبة ٥٣٪. هكذا يصبح إجمالي سعة طاقة الرياح عالميًا ٧٤٣ جيجا وات، وهو ما يكفي العالم لتفادي ١.١ مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. بمعنى آخر، يمكن لهذه السعة الإجمالية حماية العالم من انبعاثات سنة كاملة من الكربون الناتج عن استخدامات أمريكا الجنوبية.
مع ذلك، ما نزال بحاجة إلى نمو أكبر لنصل إلى المعدل الضروري لتجنُّب آثار التغير المناخي. بحسب تقرير مستقبل الرياح لعام ٢٠١٩، هناك إجماع على الدور المهم الذي ستلعبه طاقة الرياح ضمن مصادر الطاقة في العقود المقبلة. تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة زيادة مقدارها ثلاثة أضعاف في سعة الطاقة الريحية الساحلية في مختلف أنحاء العالم بحلول عام ٢٠٣٠ (لتصل إلى ١,٧٨٧ جيجا وات) وزيادة قدرها عشرة أضعاف بحلول عام ٢٠٥٠ (لتصل إلى ٥,٠٤٤ جيجا وات) بالمقارنة مع إجمالي السعة العالمية عام ٢٠١٨ (٥٤٢ جيجا وات).
في ٢٠١٩، قُدِّرت قيمة سوق طاقة الرياح بـ٦٢,١ مليار دولار أمريكي. اليوم يُتوقع أن تصل إلى ١٢٧,٢ مليار دولار أمريكي بحلول عام ٢٠٢٧، أي بنمو بنسبة ٩,٣٪ بين عاملي ٢٠٢٠ و٢٠٢٧. وستشكل الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة نحو ٣٠٪ من إمدادات الكهرباء في العالم بحلول ٢٠٤٠، وفقًا لتوقعات شركة البترول البريطانية متعددة الجنسيات بي بي. ستولد دوارات الرياح الساحلية والبحرية وحدها أكثر من ٣٥٪ من إجمالي احتياجات الكهرباء بحلول عام ٢٠٥٠، بحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وفي ظل السباق الدولي لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، فإن المستثمرين المؤثرين والمستثمرين المهتمين بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات يتزايد اهتمامهم بالبحث عن فرص للاستثمار في الطاقة المتجددة، وبخاصة في الأسواق النامية، مثل السوق اليمني الواعد.
ولكن لماذا هذا الاهتمام بالاستثمار في طاقة الرياح بالتحديد؟
ما مزايا الاستثمار في الطاقة الريحية؟
١. الرياح مصدر نظيف للطاقة
على عكس المصانع التي تعتمد على الوقود الأحفوري وتنتج انبعاثات خطيرة، طاقة الرياح لا تلوث الهواء ولا الماء. ولتوربينة الرياح الواحدة أثر بسيط نسبيًا على البيئة.
ربما يشكو بعض السكان من الأصوات التي تحدثها عنفات الرياح أو التلوث البصري الذي قد ينتج عنها، لكن على الرغم من ذلك تظل الرياح من أهم مصادر الطاقة النظيفة التي عرفتها البشرية. ولهذا السبب تعكف العديد من الحكومات والمؤسسات على إجراء دراسات علمية لبحث كيفية تقليل الآثار الطفيفة الناتجة عن استخدام دوارات الرياح.
٢. طاقة الرياح تكلفتها معقولة
قد تكون التكلفة المبدئية لتركيب وتشغيل توربينات الرياح مرتفعة نسبيًا، لكن الإنتاج الضخم والتقدم التكنولوجي قد تسببا في تخفيض تلك الأسعار. كذلك فإن بعض الحكومات تقدم حوافز ضريبية لتشجيع مشاريع طاقة الرياح. أما تكاليف الصيانة فيمكن للتوربينات نفسها تغطيتها، نظرًا لكونها استثمارات طويلة الأجل يمكنها تشغيل نفسها بنفسها بمرور الزمن.
٣. الرياح توفر فرص عمل جديدة
في الوقت الحالي، توفر تركيبات الطاقة الريحية في مختلف أنحاء العالم، والتي تبلغ ٧٥١ جيجا وات، وظائف لـ١,٢ مليون شخص عالميًا. ومع تزايد الاهتمام بمشروعات الطاقة الريحية وخطط التوسع في استخدام طاقة الرياح لتوليد الكهرباء في معظم الدول، يتوقع المجلس العالمي لطاقة الرياح أن يتمكن القطاع من توفير ٣,٣ مليون فرصة عمل جديدة في مختلف البلدان خلال الخمس سنوات المقبلة فقط.
٤. الرياح مستدامة
أتذكرون كيف تُصنع الرياح؟ إنها في الأصل أحد أنواع الطاقة الشمسية. لذا، فطالما الشمس تشرق والأرض مستمرة في الدوران، ستهب الرياح وتولد طاقة كهربية، وبذلك تحفظ مكانتها باعتبارها أحد أكثر مصادر الطاقة استدامة.
٥. الاستثمار في طاقة الرياح يساعد في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة
أهداف التنمية المستدامة هي مجموعة أهداف تبنتها الأمم المتحدة عام ٢٠١٥ كدعوة عالمية للتحرك لإنهاء الفقر وحماية الأرض وضمان أنه بحلول عام ٢٠٣٠ سيتمتع جميع الناس بالسلام والرخاء.
إن الاستثمار المؤثر في طاقة الرياح من شأنه أن يساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما يلي:
طاقة نظيفة وبأسعار معقولة (الهدف رقم ٧)
العمل اللائق ونمو الاقتصاد (الهدف رقم ٨)
مدن ومجتمعات محلية مستدامة (الهدف رقم ١١)
العمل المناخي (الهدف رقم ١٣)
كيف يمكن لليمن أن يصبح رائد الاستثمار في طاقة الرياح؟
إذا كنت تبني تقييمك على مدى الاحتياج الحالي أو استعدادات السوق أو الربح المتوقع، في جميع الأحوال سيأتي اليمن على رأس القائمة سوقًا واعدًا لمشروعات الطاقة الريحية. إليكم الأسباب التي تدفعنا للاعتقاد بأن اليمن سيكون الرائد المقبل لاستثمارات طاقة الرياح.
١. طاقة الرياح يمكنها أن تلبي احتياجات اليمن من الكهرباء
حتى عام ٢٠١٥، كان ٤٠٪ فقط من سكان اليمن يتمتعون بالكهرباء. كثيرون منهم كانوا ما يزالون يعانون من ساعات انقطاع طويلة بسبب الفجوة بين التوليد والأحمال، بجانب أعمال التخريب التي كانت تطال خطوط الكهرباء.
اليوم، يتصل ١٠٪ فقط من السكان بشبكة الكهرباء العامة، بينما يعاني معظم اليمنيين من نقص الكهرباء. هذا الظلام لم يؤثر في حياة الناس وحسب، بل تعدى ذلك فجعل اليمن أضعف دولة في المنطقة من ناحية الاقتصاد والتعليم والتجارة والسياحة.
لكن لحسن الحظ، يمكن لطاقة الرياح تلبية هذه الحاجة الملحة إلى الكهرباء في اليمن. مزارع الرياح يمكنها تأمين احتياجات المدن الكبرى، أما المدن الصغرى فيمكنها الاعتماد على توربينات رياح أصغر تناسب احتياجات المؤسسات الصغيرة مثل المستشفيات والشركات والمشروعات الزراعية وغيرها.
٢. اليمن يتمتع بموارد وفيرة لتوليد الكهرباء من الرياح
الساحل اليمني الغربي، من باب المندب إلى مدينة المخا، يُصنَّف ضمن أكثر الممرات العاصفة على مستوى العالم. وبوجه عام، فإن شواطئ اليمن وبعض مناطقها الجبلية تتمتع بظروف رياح ممتازة، إذ تتجاوز سرعة الريح ٧,٥ متر في الثانية. أضف على ذلك كثافات تتخطى الـ٢٠٠ وات لكل متر مكعب، وهو ما يناسب توليد الكهرباء. النتيجة هي إمكانية تقنية إجمالية قدرها ١٤,٢٠٠ ميجا وات، ما يكفي لتوفير نحو ٤٢,٣٠٠ جيجا وات في الساعة سنويًا، وذلك وفقًا لتقرير صادر عام ٢٠٠٩ عن وزارة الكهرباء والطاقة في اليمن.
في ٢٠٢١، قالت الوزارة إن اليمن قادر نظريًا على إنتاج ١٧ إلى ١٩ جيجا وات من طاقة الرياح، وهو ما سيجعل اليمن دولة غنية بالطاقة، بل وقادرة على تصديرها إلى جيرانها.
الاستثمار المؤثر نوع من الاستثمارات التي لا تهدف إلى تحقيق مكاسب مالية وحسب بل تطمح إلى إحداث أثر إيجابي على مستوى المجتمع والبيئة أيضًا. وبما أن الطاقة المتجددة تقدم العديد من المزايا الاجتماعية والبيئية، أصبح هذا القطاع واحدًا من أكثر القطاعات جذبًا لرؤوس الأموال، وبخاصة بين المهتمين بالاستثمار المؤثر.
وفقًا للشبكة الدولية للاستثمار المؤثر، فقد جاءت الطاقة ضمن أهم ثلاثة قطاعات ضخ فيها المستثمرون المؤثرون رؤوس أموالهم عام ٢٠١٨. وأي من أنواع الطاقة يناسب أهداف الاستثمار المؤثر؟ نعم، الطاقة المتجددة. وما الدولة الأكثر حاجة إلى الاستثمار المؤثر؟ على الأرجح البلد ذات أكبر أزمة إنسانية في العالم؟ إنه اليمن.
الاستثمار في مشروعات طاقة الرياح في اليمن من شأنه أن يسهم في:
تلبية احتياجات اليمن من الكهرباء، مع تقليل آثار التغير المناخي في الوقت نفسه
خلق فرص عمل جديدة للمساعدة في تقليل معدل البطالة في اليمن، والذي وصل إلى ١٣٪ عام ٢٠٢٠
تعزيز الاقتصاد اليمني عن طريق جذب المزيد من الاستثمارات للبلاد
إنعاش قطاعات التعليم والسياحة والزراعة والصناعة والتجارة وغيرها في اليمن
٤. مشروعات الطاقة الريحية تفيد المزارعين
يمكن بناء مزارع الرياح على الأراضي الزراعية القائمة، وهو ما سيوفر دخلًا إضافيًا للمزارعين وأصحاب الأراضي ليساعدهم في أوقات الأزمات. سيتمكن المزارعين من استكمال العمل في الأرض وتربية الماشية لأن توربينات الرياح لا تحتل مساحة كبيرة، بينما سيتمكنون أيضًا من توفير مبالغ إضافية عن طريق تأجير جزء صغير من أراضيهم. قيمة الإيجار قد تعوض عن الخسارات المالية التي تحدث أحيانًا بسبب فترات الجفاف أو الفيضانات أو التغير في أسعار المحاصيل.
«لقد غيَّر غياب الضغط المادي حياتي تمامًا». هكذا يقول توم كونينجهام، أحد أصحاب الأراضي في أمريكا الذي يمتلك ثلاث عنفات رياح تقع فوق أرضه. يقول كونينجهام لصحيفة يو إس إيه توداي: «التوربينات تعوِّض عن مشاكل تصدير المحاصيل التي نعاني منها».
أورقانك يمن:
شريككم الأمثل للاستثمار في طاقة الرياح في اليمن
هل أنتم مهتمون باستكشاف السوق اليمني الواعد الذي يتمتع باستعدادات مذهلة لاستثمارات الطاقة الريحية؟ أورقانك يمن مستعدة لمشاركة خبرات فريقها وبياناتها الدقيقة عن الطقس لتساعدكم في تحضير دراسات جدوى محكمة وغيرها من الخدمات الأخرى.
بعد تحديد مواقع مزارع الرياح، تظهر الحاجة إلى إجراء أبحاث على الأرض لإثبات الجدوى المادية لمشاريع طاقة الرياح. أورقانك يمن تتمتع بخبرة واسعة في تجهيز محطات الأرصاد الجوية وتركيبات الليدار، ولذلك يمكننا تزويدكم بتحليلات دقيقة عن بيانات الرياح اللازمة لتجهيز محطات المراقبة. هذه المحطات بدورها ستساعد في جمع المزيد من المعلومات التي لا يمكن تمويل المشروع بدونها.
لقد عملت أورقانك يمن سابقًا مع الشركة الاستشارية الدولية في مجال الطاقة المتجددة، كيه إي أو، لدراسة جدوى بشأن استخدام موقع جبلي لإمداد قرية مجاورة بالطاقة. كذلك فإننا في مباحثات حالية مع شركات محلية لاستخدام توربينات رياح صغيرة الحجم (٥ - ١٠ كيلو وات) لتشغيل أعمالها. علاوة على ذلك، فإننا مستعدون لتسخير علاقاتنا القوية مع السلطات المحلية لدعم استثماراتكم في مجال الطاقة الريحية وتولي مشاريع دراسات الجدوى الخاصة بكم.